الخميس، 30 سبتمبر 2010

بَقَايَا حُنَيْن


أَحْيَانَا يُغْرِقُنَا الْحَزَن حَتَّى نَعْتَاد عَلَيْه .. وَنَنْسَى وَلَكِن يُوْجَد فِي حَيَاتِنَا أَشْيَاء كَثِيْرَة يُمْكِن أَن تـُسعدنا .. فَلَا تَتْرُك نَفْسَك رَهِيْنَة لِأَحْزَان الْلَّيَالِي الْمُظْلِمَة إِذَن لَا تَقِف كَثِيْرا عَلَى الْأَطْلَال !! خَاصَّة إِذَا كَانَت الْخَفَافِيْش قَد سَكَنْتُهَا وَالْأَشْبَاح عَرَفَت طَرِيْقَهَا وَابْحَث عَن صَوْت عُصْفُوْر يَتَسَلَّل وَرَاء الْأُفُق مَع ضَوْء صَبَاح جَدِيْد لَا تَنْظُر إِلَى الْأَوْرَاق الَّتِي تُغَيِّر لَوْنُهَا وَبَهَتَت حُرُوْفِهَا .. وَتَاهَت سُطُوْرِهَا بَيْن الْأَلَم و الْوَحْشَة سَوْف تُكْتَشَف أَن هَذِه الْسُّطُوْر لَيْسَت أَجْمَل مَا كَتَبْت وَأَن هَذِه الْأَوْرَاق لَيْسَت آَخِر مَا سَطَّرْت وَيَجِب أَن تُفَرِّق بَيْن مَن وَضَع سُطُوْرِك فِي عَيْنَيْه وَمَن أَلْقَى بِهَا لِلْرِّيَاح لَم تَكُن هَذِه الْسُّطُوْر مُجَرَّد كَلَام جَمِيْل عَابِر وَلَكِنَّهَا مَشَاعِر قَلْب عَاشَهَا حَرْفَا حَرْفَا ً وَنَبْض إِنْسَان حَمْلَهَا حَمْلَا وَاكْتَوَى بِنَارِهَا أَلَمْا لَا تُحَاوْل أَن تُعَيِّد حِسَاب الْأَمْس وَمَا خَسِرَت فِيْه .. فَالَّعُمَر حِيْن تَسْقُط أَوْرَاقَه لَن تَعُوْد مَرَّة أُخْرَى !! وَلَكِن مَع كُل رَبِيْع جَدِيْد سَوْف تُنْبِت أَوْرَاق أُخْرَى فَانْظُر إِلَى تِلْك الْأَوْرَاق الَّتِي تُغَطِّي وَجْه الْسَّمَاء وَدَّعَك مِمَّا سَقَط عَلَى الْأَرْض فَقَد صَارَت جُزْءا مِنْهَا إِذَا كَان الْأَمْس ضَاع .. فَبَيْن يَدَيْك الْيَوْم وَإِذَا كَان الْيَوْم سَوْف يَجْمَع أَوْرَاقَه وَيَرْحَل .. فَلَدَيْك الْغَد .. لَا تَحْزَن عَلَى الْأَمْس فَهُو لَن يَعُوْد وَلَا تَأَسُّف عَلَى الْيَوْم .. فَهُو رَاحِل (وَاحَلُّم بِشَمْس مـُضيئةً فِي غَد جَمِيْل)